في الوقت الحالي، لا يوجد علاج شافي للحساسية الغذائية. الطريقة الوحيدة لتجنب الارتكاس الغذائي التحسسي هو الامتناع عن تناول الطعام المسبب للحساسية. لكن من الصعب تجنب هذه الأطعمة بشكل كامل، كما أن التعرض العرضي للأطعمة المسببة للحساسية أمر شائع.
في يناير 2020 وافقت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية على منتج لعلاج مرضى حساسية الفول السوداني الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 17 عامًا وهو علاج مناعي يؤخذ عن طريق الفم. لكن هذا العلاج الطبي المعتمد يتطلب وقتًا واستعدادًا لتناول جرعة منه بالإضافة إلى احتمالية حدوث آثار جانبية جهازية مثل أعراض الجهاز الهضمي والحساسية المفرطة.
قامت إحدى شركات التكنولوجيا الحيوية بتطوير منتج تجريبي يعتمد على أخذ العلاج المناعي عن طريق الغشاء المخاطي للفم على شكل معجون أسنان. يعتمد هذا العلاج المناعي على الاستفادة من خلايا مناعية خاصة موجودة في الغشاء المخاطي لتجويف الفم تسمى خلايا لانجرهانس وذلك لإعادة تعليم جهاز المناعة وزيادة حجم وكمية الطعام المسبب للحساسية التي قد تؤدي إلى حدوث ردود فعل تحسسية مما يخفف من القلق المستمر بشأن الابتلاع العرضي للفول السوداني.
يحتوي المنتج الأولي على بروتينات الفول السوداني داخل معجون الأسنان ليستخدمه المريض تمامًا مثل معجون الأسنان العادي، حيث يقوم بتنظيف أسنانه بالفرشاة مرة واحدة يوميًا (قبل النوم) لمدة دقيقتين على الأقل ثم يشطف جيدًا. وقد انتهت المرحلة الأولى من التجربة السريرية للمنتج.
شملت المرحلة الأولى من التجربة السريرية 32 شخصًا بالغًا، تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عامًا، مع اختبار حساسية الجلدية إيجابي مع تورم لا يقل عن 3 مم، أو مع إيجابية اختبار الدم التحسسي وذلك بمعايرة مستوى الغلوبيولين المناعي ي الخاص بالفول السوداني أكثر من 0.35 كيلو وحدة / لتر. كما فشل هؤلاء في تناول أقل من 100 ملغ من بروتين الفول السوداني في تحدي تناول الطعام عن طريق الفم. تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين: المجموعة الأولى تضمنت 8 مرضى تلقوا دواءً وهميًا (معجون أسنان لا يحتوي على بروتين الفول السوداني) بينما المجموعة الثانية تضمنت 24 مريضًا تلقوا معجون الأسنان الذي يحتوي على بروتين الفول السوداني. خلال هذه التجربة التي استمرت 48 أسبوعًا، تمت مراقبة السلامة أثناء مرحلة زيادة الجرعات ومرحلة الصيانة (المحافظة).
وكانت النتائج أن جميع الذين عولجوا بمعجون الأسنان الذي يحتوي على بروتين الفول السوداني كانوا قادرين على تحمل العلاج بأعلى جرعة. كما لم تظهر لديهم أي آثار جانبية جهازية معتدلة أو شديدة، وكانت معظم الآثار الجانبية موضعية (حكة في الفم)، خفيفة وعابرة. كما أن المرضى التزموا باستخدام معجون الأسنان بنسبة 97% من الأيام.
أشارت جميع نتائج المرحلة الأولى إلى أن أخذ العلاج المناعي عن طريق الغشاء المخاطي للفم هو علاج آمن وفعال ومريح للبالغين الذين يعانون من حساسية الفول السوداني. تم تقديم نتائج التجربة من قبل ويليام بيرجر، رئيس التطوير السريري في شركة التكنولوجيا الحيوية، في الاجتماع السنوي للكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة في 9 نوفمبر 2023.
وبذلك أكدت هذه الدراسة أن العلاج المناعي عن طريق الغشاء المخاطي للفم على شكل معجون الأسنان له فوائد عديدة، منها:
- توفره بسهولة عن طريق معجون أسنان مصنوع خصيصًا للاستخدام في المنزل.
- عامل الراحة. لا يتطلب من المريض تلقي العلاج على مدى سنوات مثل حقن الحساسية أو العلاج المناعي تحت اللسان.
- تجنب استخدام الإبر والمحاقن.
- معدل التزام عالي لأن المريض ببساطة يقوم بتنظيف أسنانه ويحصل على جرعاته في المنزل.
- الحد من مخاطر الآثار الجانبية الجهازية.
بناءً على نتائج المرحلة الأولى وبحلول عام 2024، يخطط الباحثون لبدء تجربة سريرية أكبر للمرحلة الثانية للتحقق من سلامة وفعالية هذا المنتج لعلاج حساسية الفول السوداني لدى حوالي 80 طفلاً.